اختتام فعاليات القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي

16 مارس 2023
الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي، 16 مارس 2023: استضافت مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي، بالشراكة مع مبادرة بلوغ الميل الأخير، خلال هذا الأسبوع فعاليات القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي في أبوظبي.

ووسط المخاوف المتزايدة بشأن الآثار السلبية لتغير المناخ على صحة الإنسان والجهود المبذولة لمكافحة الأمراض والقضاء عليها، جمعت القمة حوالي 200 شخص من القادة الذين يمثلون 140 منظمة وأكثر من 40 دولة ضمن القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات غير الربحية والمؤسسات المالية العالمية ومؤسسات التعليم العالي، وذلك بهدف دفع المجتمع الصحي العالمي لتبني وتطبيق الحلول الاستباقية وتوفير التمويل الكافي لدعم استراتيجيات الصحة المتكيفة مع تغيرات المناخ قبيل انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 في دبي في وقت لاحق من هذا العام.

وافتتح الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، القمة العالمية، يوم الثلاثاء عبر كلمة ألقاها عن بعد، قائلاً: “تلقي الأزمة المناخية العالمية بثقلها علينا جميعاً، الأمر الذي يستدعي عملنا سويةً للاستجابة لهذه التأثيرات في جميع البلدان وعبر كافة القطاعات لبناء مستقبل صحي وعادل وأكثر استدامة لنا جميعاً”.

وألقت مارينا رومانيلو، المديرة التنفيذية لمجلة لانسيت والمؤلفة الرئيسية لتقرير “العد التنازلي” للعمل المناخي والصحي، كلمة تحدثت فيها بالتفصيل عن المسارات التي يهدد فيها تغير المناخ حياة الملايين من حول العالم. وأشارت إلى أن “قضية التغير المناخي تتعلق بنا وبصحتنا ومستقبلنا جميعاً، وعلينا أن نلتزم بمنهج الوقاية الأولوية التي أقرته منظمة الصحة العالمية، وذلك عن طريق التخفيف من ارتفاع درجات الحرارة، وتقليل الضغوط على أنظمتنا الصحية”.

ومن جانبه، قال سعادة ماجد السويدي، المدير العام لمكتب مؤتمر الأطراف COP28، في كلمته الرئيسية في القمة العالمية: “نظراً للتأثير الجسيم والمتزايد للتغير المناخي على حياة وصحة مجتمعاتنا، فقد حدد مؤتمر الأطراف COP28 الصحة كأولوية هامة، وهو ملتزم بتعزيز التكامل بين الأجندة الصحية والمناخية، وتعميم ارتباط الصحة بالتغيرات المناخية، من تلوث الهواء إلى الأمراض المعدية”.

وأضاف: “علينا توحيد جهودنا جميعاً لنضمن أن يكون التضامن هو المحور الرئيسي لهذه الدورة من مؤتمر الأطراف، رابطاً شمال العالم بجنوبه، وداعياً كافة المعنيين والمسؤولين، بما فيهم المتخصصين في القطاع الخاص والعلماء والمجتمعات والنساء والشباب، دون ترك أي فئة بعيدةً عن هذه المسيرة. ومن خلال تبني نهج شامل، نأمل أن نختتم مؤتمر COP28 بتقديم الحلول والنتائج في الرعاية الصحية والتخفيف من التأثيرات السلبية والخسائر والأضرار”.

وكانت جلسات النقاش التي استمرت على مدار ثلاثة أيام قد ركزت على العديد من المواضيع، ومنها:

  • الاستراتيجيات اللازمة لبناء أنظمة صحية قادرة على التكيف مع المناخ.
  • التدخلات الصحية المتكيفة مع المناخ وعالية التأثير.
  • الذكاء الاصطناعي التنبؤي للسيطرة على الأمراض والقضاء عليها.
  • الفرص الاستثمارية المتاحة أمام صناديق التكيف مع المناخ في قطاع الصحة.

وقالت تالا الرمحي، المدير المشارك للجنة التوجيهية للقمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي، ومدير مبادرة بلوغ الميل الأخير: “إن التكيف مع تغيرات المناخ يجب أن يبدأ بقطاع الصحة أولاً، وذلك عبر بناء أنظمة رعاية صحية مناسبة ومرنة يمكنها حماية المجتمعات الأكثر ضعفاً من حول العالم. ونحن في مبادرة بلوغ الميل الأخير، نعلم بشكل تماماً كيف يمكن للابتكارات والشراكات الملتزمة أن تسهم في تحقيق الإنجازات المطلوبة لدعم نتائج صحية عالمية أفضل، وهذا هو بالضبط النهج المطلوب في الوقت الحالي”.

وأضافت: “وبناءً على التقدم الذي أحرزناه هنا في النسخة الأولى من القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي، ومع الاستعدادات لإقامة مؤتمر COP28، يجب علينا اغتنام الفرصة لوضع مسألة الصحة في مقدمة الأجندة المناخية، والاستفادة من الخبرات العالمية، والابتكار، والتمويل لضمان عدم ترك أي بلد أو مجتمع وحيداً في مواجهة آثار التغير المناخي”.

وساهمت مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي، التحالف العالمي من المنظمات الصحية والتقنية الرائدة والذي تقوده منظمة ملاريا نو مور ويحظى بدعم من مبادرة بلوغ الميل الأخير، منذ انطلاقها لأول مرة في 2020 في دفع الابتكار والاستثمار لتبني استراتيجيات وتقنيات جديدة تهدف لحماية مكاسب الصحة العالمية من آثار التغير المناخي.

وفي يناير 2022، أطلقت مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي بالشراكة مع مبادرة بلوغ الميل الأخير، معهد الملاريا وحلول المناخ (IMACS)، المعهد العالمي الملتزم بدعم جهود القضاء على الملاريا من خلال استخدام أدوات التنبؤ والتخطيط المتطورة، والبرامج التقنية المساعدة، والسياسات الداعمة، لمساعدة الحكومات على مواجهة الآثار المتقلبة للاحتباس الحراري والظواهر المناخية المتطرفة.

وفي كلمته، قال مارتن إيدلوند، الرئيس التنفيذي لمنظمة ملاريا نو مور: “تخلف الظواهر المناخية القاسية موجات مرضية شديدة، بينما تعمل التغيرات المناخية التدريجية على زيادة أعباء الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه والبعوض والأمراض الرئوية، وتزيد من الإجهاد الحراري، وتضع ضغوطاً جديدة على النظم الصحية الضعيفة. ولهذا السبب، تُظهر مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي وجود حلول قابلة للاستثمار والتطوير في سياق التغير المناخي، والتي من شأنها حماية الأفراد والمجتمعات الأكثر ضعفاً من حول العالم”

كما أشار بيتر ساندز، المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا: “نحن نعلم أن تغير المناخ سيضر بشكل متزايد بصحة الناس، وستكون وطأة ضرره أكبر على الفئات الأفقر. كما أنه يقف في وجه الجهود العالمية المبذولة للقضاء على أكثر الأمراض فتكاً في العالم، ففي المناطق التي تشهد حدوث الفيضانات وتجذب البعوض، يتعرض المزيد من النساء والأطفال للإصابة بالملاريا. ونتيجة للميزانيات المحدودة في مجال الصحة في العديد من الدول، فمن الضروري أن تشمل خطوات التكيف المناخي الاستثمار في بناء أنظمة صحية مرنة قادرة على مواجهة التقلبات المناخية”.

وقال الدكتور نيل بودي شاه، الرئيس التنفيذي لمبادرة كلينتون للوصول إلى الرعاية الصحية: “من أجل التصدي بشكل كامل في وجه التحديات الصحية الهائلة التي يسببها تغير المناخ، يجب علينا تحفيز الابتكار لاختبار وتوسيع نطاق الحلول الجديدة. إن القيام بذلك يتطلب مزيداً من التعاون بين المؤسسات الخيرية والقطاعين العام والخاص لتوسيع نطاق التكيف المناخي الفعال. لقد حان الوقت لتشجيع الجهود المتسقة والتعاون بين القطاعات العامة والخاصة وغير الربحية”.

وتحدث تريفور موندل، رئيس الصحة العالمية في مؤسسة بيل وميليندا جيتس، مع المشاركين في القمة بكلمة ألقاها عن بعد: “ستكون الأدوات والنهج الجديدة، والاستخدام الذكي للأدوات الحالية، عوامل أساسية لبناء أنظمة ذكية مناخياً تتكيف مع الأمراض الحالية والناشئة وتحول موائل الأمراض. يتطلب الأمر مشاركة القادة من مختلف التخصصات والقطاعات للعمل معاً من أجل تقديم حلول للتحديات الصحية العالمية التي يفرضها تغير المناخ”.

وقال الدكتور حسني غديرة، مدير إدارة الخدمات البحثية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: “رغم أن تغير المناخ يؤثر على صحة الإنسان على نطاق عالمي، فلحسن الحظ، من الممكن توظيف الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تخفيف تلك الآثار السلبية. ومن خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، سيعزز كل من الابتكار والتكنولوجيا جهود الأبحاث المناخية لاكتشاف تغيرات المناخ، والتكيف معها، والاستجابة لها ضمن العديد من القطاعات”.

###

 

نبذة عن مبادرة “التنبؤ بمستقبل صحي”

مبادرة “التنبؤ بمستقبل صحي” هي تحالف عالمي من المؤسسات الرائدة العاملة في مجالات الصحة والتكنولوجيا والملتزمة بحشد الإدارة السياسية والموارد المالية والحلول المبتكرة اللازمة لحماية المكتسبات الصحية العالمية من آثار التغير المناخي، والذي تم إطلاقه بدعم من مبادرة بلوغ الميل الأخير، وتشرف على قيادته منظمة ملاريا نو مور.

وتضم قائمة شركاء مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي كلاً من مبادرة بلوغ الميل الأخير، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية (غلايد)، وPATH و مؤسسة تابلو، وشركة Weather التابعة لـ IBM، ومعهد القياس والتقييم الصحي (IHME).

 

نبذة عن منظمة “ملاريا نو مور”:

تسعى منظمة ملاريا نو مور إلى عالم خالي من حالات الوفاة التي تسببها لدغات البعوض. وبعد مرور أكثر من عقد على بدء مهمتها، فقد ساهمت عبر أعمالها في إحراز تقدم تاريخي نحو هذا الهدف. والآن، تقوم المنظمة بحشد الالتزام السياسي، والتمويل، والابتكار اللازم لتحقيق الهدف الذي يمكن أن يكون واحداً من أعظم الإنجازات الإنسانية، والذي يتمثل بالقضاء على الملاريا في وقتنا الحالي.