"مبادرة بلوغ الميل الأخير" تحتفي باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة
الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي – 3 فبراير 2023: احتفت “مبادرة بلوغ الميل الأخير” بمناسبة اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة الذي يهدف إلى التوعية بهذه الأمراض والحاجة الملحة إلى تعزيز العمل الجماعي والاستثمار في الشراكات من أجل القضاء على هذه الأمراض في جميع أنحاء العالم.وتشمل “مبادرة بلوغ الميل الأخير” التي تحظى بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، مجموعة من البرامج الصحية الهادفة إلى التوعية وتجديد الالتزام والعمل الجاد للقضاء على الأمراض المدارية المهملة في جميع أنحاء العالم.
وقد شاركت “مبادرة بلوغ الميل الأخير” مع منظمة الصحة العالمية وبعثة دولة الإمارات إلى الأمم المتحدة في جنيف، في الاحتفال الذي أقيم في مقر المنظمة على هامش الجلسة الــ 152 لاجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة بحضور ممثلي الحكومات والمجتمع المدني والناشطين في مجال الصحة العالمية.
وناقش الحضور الحاجة إلى تعزيز التعاون بين الجهات المانحة والدول التي تتفشى فيها تلك الأمراض من أجل تحقيق مستهدفات خارطة طريق منظمة الصحة العالمية 2030 فيما يتعلق بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة.
وقال سعادة أحمد الجرمان الممثل الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف: “إن منظمة الصحة العالمية اعتمدت في شهر مايو عام 2021 طلب دولة الإمارات وشركائها الاعتراف بيوم 30 من شهر يناير من كل عام يوماً عالمياً للأمراض المدارية المهملة “.
وأضاف: “نفخر بالاحتفاء بهذا اليوم ونؤكد التزامنا تجاه تحقيق مزيد من التقدم وتعزيز الاستثمارات الرامية إلى القضاء على الأمراض المدارية المهملة، فيما نرسخ التعاون والجهود المشتركة بين الأطراف المعنية بالتغيرات المناخية ومسألة الأمراض المدارية المهملة”.
من جانبه تحدث الدكتور بيرنابي جنينج، مدير عام إدارة الصحة في السنغال، بشأن نجاح السنغال في وقف انتشار عدد من الأمراض وتمهيد الطريق نحو القضاء على الأمراض المدارية المهملة في هذا البلدالأفريقي، داعياً جميع الشركاء إلى مواصلة الاستثمار في العمل والشراكات متعددة القطاعات من أجل دعم الجهود المبذولة وتمكينها من المضي قدماً من أجل القضاء على هذه الأمراض.
كما انضمت “مبادرة بلوغ الميل الأخير” في نيويورك إلى كل من صندوق إنهاء الأمراض المدارية المهملة (END Fund) ومنظمة الصحة العالمية في الكشف عن معرض الصور “Reframing Neglect”، والذي تخرجه الفنانة الناشطة أيدا مولوني بهدف تأكيد الحاجة العاجلة للقضاء الكامل على الأمراض المدارية المهملة حول العالم.
وأسهم تدشين المعرض في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في مناسبة اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة في حشد الأصوات من قطاعات الصحة والفنون والرياضة عالمياً لإبراز دور الفن وأهميته في إلهام العمل الجماعي وتشجيع التقدم المستمر نحو القضاء على هذه الأمراض.
وأدارت الحديث في هذه الفعالية بيني بونسو، مذيعة رياضية وداعمة لبرامج اللياقة والمساواة بين الجنسين لدى ” اليونسكو”، وحضرها كل من أمينة محمد، نائبة أمين عام الأمم المتحدة، والدكتورة نادية نديم، لاعبة كرة قدم محترفة وداعمة لحملات ” اليونسكو” لتعليم الفتيات والسيدات بجانب عدد من مسؤولي منظمة الصحة العالمية وحكومتي دولة الإمارات وإندونيسيا.
من جانبه قال سعادة السفير محمد أبو شهاب، نائب الممثل الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك: “أتوجه بخالص الشكر إلى منظمة الصحة العالمية وصندوق إنهاء الأمراض المدارية المهملة، ومبادرة بلوغ الميل الأخير، لتنظيم هذا المعرض المؤثر والذي يرسل إلى العالم رسالة حول الآثار الجسيمة للأمراض المدارية المهملة”.
وأضاف: “أنه يمكن الوقاية من الأمراض المدارية المهملة ومعالجتها، ويعتمد الأمر علينا وعلى عملنا معاً مجتمعاً عالمياً من أجل الاستفادة من الأدوات والخبرات المتاحة في مواجهة هذا التحدي، ونتطلع إلى مزيد من التعاون وتضافر الجهود مع شركائنا فيما نواصل السير على طريقنا نحو الوقاية من هذه الأمراض وتخفيف آثارها والقضاء عليها بشكل تام حول العالم”.
واشتمل معرض “Reframing Neglect” على أعمال سبعة مصورين فوتوغرافيين، منهم أيدا مولوني، وهم من ستة دول أفريقية أثقلت كاهلها الأمراض المدارية المهملة ولا تزال تفرض أعباءها الكبيرة. فيما يسعى الفنانون إلى تسليط الضوء على أسباب الأمراض المدارية المهملة وآثارها من خلال الفنون والتصوير الفوتوغرافي التوثيقي وباستخدام الفن بوصفه أداة لنقل المشاعر المشتركة، فيما يبرزون الحاجة إلى العمل المستمر لنشر الوعي بهذه الأمراض التي ما زالت تسبب معاناة شديدة وإعاقات طويلة الأمد والكثير من الوفيات في كل عام.
وقالت مولوني: “إن الأمراض المدارية المهملة هي مجموعة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، إلا أنها ما زالت تعيق حياة 1.7 مليار شخص حول العالم وتعطل سبل معيشتهم، لا سيما أن النساء والفتيات تشكلن نسبة هائلة من أعداد المصابين، وتتمتع الفنون بالقدرة على تغيير المدارك وتعزيز أساليب الدعم التقليدية في هذا الصدد. وآمل أن تساعد هذه المجموعة في تثقيف الجمهور وإلهامه للعمل من أجل القضاء على الأمراض المدارية المهملة، فيما تعرض المنظور الأفريقي للقضية عبر الأعمال المعروضة لعدد من المصورين الفوتوغرافيين.”
ويأتي انطلاق معرض “Reframing Neglect” في مقر منظمة الأمم المتحدة وخلال مناسبة اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة ليكون وسيلة تقارب هامة للمعنيين بمجالات الصحة والفنون والرياضة على الصعيد العالمي، ممن توحدهم رؤية مشتركة ورغبة حقيقية بالقضاء على تلك الأمراض.
من جانبهما قال الدكتور إبراهيما سوسي فال، مدير إدارة مراقبة الأمراض المدارية المهملة في منظمة الصحة العالمية، وإلين أجلر، الرئيس التنفيذي لـ”صندوق إنهاء الأمراض المدارية المهملة” في بيان مشترك: “إنه في اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة نذكر أنفسنا بمدى أهمية الاستثمار المشترك بجانب شركائنا الحكوميين لدعم رؤيتهم”. مشيرين إلى “أن جعل المجتمعات الأكثر تأثرًا بهذه الأمراض محورًا لجهودنا وبناء الشراكات الفاعلة لدعم القيادات المحلية وتعزيز قدرات الأنظمة الصحية سيسهم في تحقيق مستهدفات خارطة الطريق لمنظمة الصحة العالمية للعام 2030 والتي تسعى إلى القضاء على الأمراض المدارية المهملة”.
وقال المسؤولان: “نحتفي اليوم بسبع وأربعين دولة تمكنت من القضاء على مرض واحد على الأقل من الأمراض المدارية المهملة بالدعم المتواصل الذي يقدمه شركاؤنا في قطاع الصناعات الدوائية وتنفيذ البرامج الصحية الذين ساعدوا في تحقيق ذلك “.
وأشار المسؤولان إلى الدعم المستمر الذي تحظى به هذه المبادرات من قبل قيادات الدول مثل النيجر والسنغال وغيرهما من الدول التي تواصل هذا الزخم لتمنحنا أملًا متجدداً بأنه بوسعنا أن نكون على قدر التحدي وتحسين حياة ومعيشة 1.7 مليار شخص حول العالم “.
كما شاركت “مبادرة بلوغ الميل الأخير” في إقامة احتفالات اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة في السنغال، بحضور كل من محمد علي عيلان الشامسي القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في السنغال، والدكتورة ماري خميس نغوم ندياي وزيرة الصحة والعمل الاجتماعي السنغالية.
وتعمل المبادرة بشكل حثيث مع دولة السنغال للمساعدة في مكافحة ” مرض العمى النهري” وهو أحد الأمراض المدارية المهملة التي تنتشر إثر “الذباب الأسود الحامل للمرض”.
وتمكنت “مبادرة بلوغ الميل الأخير”، عبر “صندوق بلوغ الميل الأخير” الذي هو عبارة عن صندوق لمدة 10 سنوات بمبلغ قدره 100 مليون دولار أميركي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبدعم من الجهات المانحة مثل مؤسسة ” بيل وميليندا جيتس”، من تقديم الدعم الضروري إلى جهود متابعة المرض ومراقبته تعزيزاً لجهود السنغال في القضاء عليه.
وكانت “مبادرة بلوغ الميل الأخير” قد استضافت فعالية في لندن تزامناً مع اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة بجانب منظمة “Path” وأمانة دول الكومنولث، بحضور خالد القاسمي نائب سفير دولة الإمارات في لندن.
وسلّطت الفعالية الضوء على أثر التغير المناخي على الأمراض التي يمكن الوقاية منها، مثل الأمراض المدارية المهملة، بجانب فرص توفير حماية أفضل للمجتمعات الأكثر هشاشة وعرضة للإصابة بها بهدف حمايتها من آثار تغير أنماط المناخ.
###
حول اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة:
يصادف اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة يوم 30 يناير من كل عام، ويمثل حركة عالمية تهدف لحشد الدعم السياسي والعام للقضاء على الأمراض المدارية المهملة، في سبيل تحقيق أهداف خارطة الطريق لمنظمة الصحة العالمية 2021-2030 فيما يتعلق بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة. وتم إطلاق اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة في عام 2019، من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، واعترفت به منظمة الصحة العالمية رسمياً في عام 2021، من خلال الجهود الكبيرة التي بذلتها دولة الإمارات وغيرها من الشركاء الملتزمين.
حول الأمراض المدارية المهملة:
تتضمن الأمراض المدارية المهملة مجموعة من الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، والتي تلقي بأثرها على أكثر من 1.7 مليار شخص من حول العالم، بما يشمل قرابة مليار طفل. ويوجد في الوقت الراهن 20 مرض تم تصنيفهم كأمراض مدارية مهملة من قبل منظمة الصحة العالمية، منها العمى النهري، والجذام، وداء الفيلاريات اللمفي، ومرض دودة غينيا، وداء الكلب.
يعاني المرضى المصابون بالأمراض المدارية المهملة من وطأتها، فهي منهكة للجسد وقادرة على خلق إعاقات، وقد تكون قاتلة في بعض الحالات. وتؤثر هذه الأمراض على الأشخاص الذين يعيشيون في فقر مدقع، وضمن المجتمعات النائية ذات الموارد المتدنية، وتضع معظم الأسر بحالة مستمرة من العجز والفقر، ما يكلف الدول النامية خسائر تصل إلى مليارات الدولارات سنوياً، وتتحمل إفريقيا لوحدها ما يقارب من 40% من العبء العالمي للأمراض المدارية المهملة.