"بلوغ الميل الأخير" ومنظمة "سبيك أب أفريكا" تطلقان مبادرة لتعزيز دور الشباب في القضاء على الأمراض المدارية المهملة في إفريقيا

2 فبراير 2023
أبوظبي، الإمارات العربية  المتحدة، 2 فبراير 2023: أطلقت مبادرة “بلوغ الميل الأخير”، ومنظمة “سبيك أب أفريكا – Speak Up Africa”، مبادرة جديدة تهدف إلى حشد طاقات الشباب وتوجيهها لدعم الجهود المبذولة نحو القضاء على الأمراض المدارية المهملة في إفريقيا.

وتهدف مبادرة “بلوغ الميل الأخير” التي تحظى بدعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، عبر هذه المبادرة إلى بناء شبكة من علاقات التعاون والتنسيق مع المنظمات التي يقودها الجيل الشاب داخل مجتمعاتهم وبلدانهم الإفريقية للقضاء على الأمراض المدارية المهملة وذلك من خلال تفعيل منظومة التعاون والعمل المشترك على المستوى المحلي.

وستقدم مبادرة التعاون الجديدة بين “بلوغ الميل الأخير” ومنظمة “سبيك أب أفريكا”، دعماً مالياً لــ10 منظمات شبابية إفريقية يبلغ 250 ألف دولار أمريكي لتعزيز مشاركة الشباب وجهودهم الرامية إلى تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع من خلال تدريب هذه المنظمات الإفريقية وتوفير الموارد اللازمة لهم في كل من السنغال والنيجر على مدار 15 شهراً.

وفي تعليقه حول المبادرة، قال نصار المبارك من مبادرة “بلوغ الميل الأخير”: إن “تعزيز الدور القيادي للشباب عبر توجيههم وتحفيز قدراتهم سيسهم بشكل فاعل في توسيع فرص القضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة في إفريقيا وإنقاذ الأرواح بجانب الحفاظ على صحة الأجيال القادمة وتأمين الرفاهية المجتمعية لهم”.

وأضاف: “أن هذه المبادرة تجسد الحرص المستمر لقيادتنا الرشيدة للقضاء على الأمراض، إضافة إلى التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتمكين الشباب لبناء عالم صحي تنموي مزدهر “. وقال “ونتطلع إلى العمل مع “سبيك أب أفريكا” لتوحيد جهود الشباب وتسريع وتيرة التقدم للقضاء على الأمراض المدارية المهملة”.

بدورها قالت ياسين دجيبو، المدير التنفيذي لمنظمة “سبيك أب آفريكا”: “إننا نكرس جهودنا اليوم في سبيل مواصلة مسيرتنا للقضاء على الأمراض المنهكة للبشرية والتخلص من آثارها السلبية”. مشيرة إلى أن “شراكة المنظمة مع مبادرة “بلوغ الميل الأخير” تعد خطوة مهمة يمكننا من خلالها تفعيل منهجية العمل المشترك، والاستفادة من قوة الشباب في إفريقيا، وتفعيل دورهم عبر إشراكهم في الحوارات وإتاحة الفرصة لهم لصنع القرارات، وصولاً إلى مرحلة تحويل الرؤى إلى نتائج ملموسة، لينعم الأفراد في مختلف أنحاء العالم بحياة صحية”.

وأضافت: “أنه من خلال اتباع هذه المنهجية يمكننا المضي قدماً وتوظيف قوة الشباب لدعم وقيادة الجهود للقضاء على الأمراض المدارية المهملة”.

يذكر أن الأمراض المدارية المهملة تتضمن مجموعة من الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، والتي تلقي بأثرها على أكثر من 1.7 مليار شخص من حول العالم، بما يشمل نحو مليار طفل. وصنفت منظمة الصحة العالمية 20 مرضاً ضمن الأمراض المدارية مهملة، منها العمى النهري والجذام وداء الفيلاريات اللمفي ومرض دودة غينيا وداء الكلب.

ويعاني المرضى المصابون بالأمراض المدارية المهملة من وطأتها، فهي منهكة للجسد وقادرة على خلق إعاقات، وقد تكون قاتلة في بعض الحالات. وتؤثر هذه الأمراض على الأشخاص الذين يعيشيون في فقر وضمن المجتمعات النائية ذات الموارد المتدنية وتضع معظم الأسر بحالة مستمرة من العجز والفقر، ما يكلف الدول النامية خسائر تصل إلى مليارات الدولارات سنوياً. فيما تتحمل إفريقيا ما يقارب من 40% من العبء العالمي للأمراض المدارية المهملة.

وتندرج مبادرة القيادة الشبابية الجديدة في إطار منظومة الجهود المبذولة لدفع مسيرة التقدم نحو تحقيق أهداف خارطة الطريق لمنظمة الصحة العالمية لعام 2030 فيما يتعلق بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة، والتي تركز بشكل أساسي على تقليص عدد المصابين ممن يحتاجون إلى العلاج من هذه الأمراض بنسبة 90%، والقضاء على مرض مداري مهمل واحد على الأقل في 100 دولة من حول العالم، والتخلص من مرضين نهائياً. وقد جرى تحقيق تقدم كبير حتى اليوم، إذ نجحت 47 دولة في القضاء على مرض مداري مهمل واحد على الأقل، مما يؤكد إمكانية تحقيق شتى تلك الأهداف.

كما تنص خارطة الطريق التي وضعتها منظمة الصحة العالمية على ضرورة إشراك الشباب في كافة الأنشطة الهادفة للقضاء على الأمراض المدارية المهملة، والاعتراف بدورهم الرائد بصفتهم أصحاب المصلحة الأساسيين القادرين على تقديم الرؤى والحلول المبتكرة التي سيكون لها أثر فعال على إحداث التحول الإيجابي.

وتعليقاً على المبادرة، قال الدكتور إبراهيما سوسي فال، مدير إدارة مراقبة الأمراض المدارية المهملة في منظمة الصحة العالمية: “إن الشباب هم منارة تفتح آفاق جديدة لنا نحو تعزيز الجهود المبذولة لمكافحة الأمراض المدارية المهملة وإحداث تغيير إيجابي في المجتمع. فيما تقوم قيمهم الراسخة وأسسهم ودوافعهم المترابطة، بدور محوري في تعزيز الوعي حول الأمراض المدارية المهملة وطرق التعامل معها، فضلاً عن إيجاد الحلول المبتكرة لدعم المجتمعات التي تعاني من تأثير هذه الأمراض في مختلف أنحاء العالم.”

يأتي إطلاق الالتزام الجديد لمبادرة “بلوغ الميل الأخير” تزامناً مع المناسبة الرابعة لليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، الذي يصادف يوم 30 من شهر يناير من كل عام، ويمثل حركة عالمية تهدف لحشد الدعم السياسي والمالي والعام للقضاء على الأمراض المدارية المهملة، وتسليط الضوء على الحاجة الملحة للاستثمار والعمل لتحقيق ذلك. وكانت دولة الإمارات دعمت جهود إطلاق اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة خلال عام 2019، واعترفت به منظمة الصحة العالمية رسمياً في عام 2021، من خلال الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة وغيرها من الشركاء الملتزمين.

وبمناسبة اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، شاركت مبادرة “بلوغ الميل الأخير” ومنظمة “سبيك أب أفريكا” في استضافة أول سلسلة من حوارات الشباب في السنغال، حيث جمعت كلاً من الشباب والقادة الحكوميين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني وممثلي القطاع الخاص في مكان واحد، وأتاحت لهم عبر مجموعة من حلقات النقاش، استكشاف السبل المتاحة لإشراك الشباب بشكل فاعل في علمية صنع القرار، ودعم الجهود المبذولة للقضاء على الأمراض المدارية المهملة. وكان من بين الحاضرين كل من، ماما غوي، رئيسة لجنة الصحة في مجلس مدينة كاولاك، التي خاطبت الحضور ودعت الشباب لمشاركة أفكارهم للقضاء على الأمراض المدارية المهملة، والفنان بامبا لي سيك، الذي يركز من خلال أعماله على زيادة الوعي حول الأمراض المدارية المهملة بهدف القضاء عليها.

###

سبيك أب أفريكا (Speak Up Africa)

يقع مقر منظمة سبيك أب أفريكا (Speak Up Africa) في داكار، السنغال، وتمثل مجموعة عمل تهدف لوضع السياسات وتنفيذها، وتكرس نفسها لتحفيز الريادة وإحداث التغيير، وزيادة الوعي تجاه التنمية المستدامة في إفريقيا. تضمن المنظمة، من خلال منصاتها وعلاقاتها وبالتعاون مع شركائها، التقاء صانعي السياسات مع الجهات المعنية بالتنفيذ، وتقديم الحلول المناسبة، وضمان المشاركة الحاسمة لجميع القطاعات – بدءاً من المواطنين الأفراد ومجموعات المجتمع المدني وصولاً إلى المانحين العالميين وقادة الأعمال – في إطلاق النقاشات واتخاذ الإجراءات الملموسة ذات التأثير الإيجابي على الصحة العامة والتنمية المستدامة.

 

حول اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة:

يصادف اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة يوم 30 يناير من كل عام، ويمثل حركة عالمية تهدف لحشد الدعم السياسي والعام للقضاء على الأمراض المدارية المهملة، في سبيل تحقيق أهداف خارطة الطريق لمنظمة الصحة العالمية 2021-2030 فيما يتعلق بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة. وتم إطلاق اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة في عام 2019، من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، واعترفت به منظمة الصحة العالمية رسمياً في عام 2021، من خلال الجهود الكبيرة التي بذلتها دولة الإمارات وغيرها من الشركاء الملتزمين.