ريتشارد كوجان
مستشار طبي ورئيس التحالف من أجل العمل الطبي الدولي (أليما)

قبل أن نصمم المكعب، كان لزاماً على مريض الإيبولا البقاء وحيداً من دون مراقبة طبية بعيداً عن الأسرة. وكان الوضع سيّئاً للمرضى، وللعاملين الصحيين، ولأسرهم ومجتمعاتهم… يتيح المكعب لمريض الإيبولا البقاء مع أسرته، وعلى قرب من مجتمعه، فهذا الاكتشاف يغير حياة مريض الإيبولا.

الدكتور ريتشارد كوجان طبيب كونغولي ابتكر وحدة متنقلة للرعاية الطارئة الآمنة البيولوجية تسمى Cube  تتيح للعاملين الطبيين المراقبة الوثيقة لمرضى الإيبولا في المناطق النائية ذات الموارد المنخفضة. وقد كرس كوجان حياته المهنية لرعاية أكثر السكان ضعفاً ويعمل حالياً منصب رئيس “التحالف من أجل العمل الطبي الدولي” (أليما).

جاء اختراع هذا المكعب نتيجة ملاحظات كوجان أثناء عمله في غينيا النائية ضمن مشروع “أليما” للاستجابة للإيبولا. وبعد أن لاحظ أن معدل وفيات المرضى بلغ 55%، مقارنة بنسبة 18% للمرضى الذين عولجوا في المستشفيات المجهزة، سعى كوجان إلى تحديد السبب، فوجد أن المستشفيات الأوروبية عالجت مرضى الإيبولا في غرف العزل التي سمحت للأطباء بمراقبة المرضى باستمرار بطريقة لم تكن ممكنة في غينيا حيث اضطر الموظفون لارتداء طبقات متعددة من الملابس الواقية التي لا يمكن ارتداؤها إلا لمدة 30 دقيقة كحد أقصى بسبب خطر التعرض لفرط الإحماء، مما يحد من التفاعلات مع المريض لتكون ثلاث مرات في اليوم.

وقام كوجان بالتعاون مع شركة سيكوروتيك الفرنسية بتطوير وحدة متنقلة للرعاية في حالات الطوارئ تتبنى المستوى 4 للسلامة البيولوجية وتتيح للأطباء مراقبة المرضى وعلاجهم باستمرار، كما تضمن الانتشار السريع بأسعار معقولة في البيئات الفقيرة. لقد أطلق التحالف الدولي من أجل الإيبولا ابتكار المكعب مع بدء تفشي الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي ظل الاستخدام الحالي لـ26 وحدة مكعب، فقد انخفض معدل وفيات المرضى ليقل عن نسبة 35%، ولا يزال المكعب يحقق نجاحاً. ويغير المكعب طريقة تفاعل الموظفين الطبيين مع المرضى، كما تتيح الجدران البلاستيكية الشفافة للمرضى وأحبائهم التفاعل بأمان، الأمر الذي يسهم في الحد من انعدام الثقة والخوف الذي قد يعيق الناس عن السعي إلى العلاج. ويشكل المكعب تحسناً كبيراً في الاستجابة الطارئة لتفشي مرض الإيبولا وغيره من الأمراض في المناطق النائية.