مبادرة "بلوغ الميل الأخير" تشيد بالالتزام المشترك لتعزيز الدعم للعاملين في مجال الصحة المجتمعية

دبي، 3 ديسمبر 2023

دبي، 3 ديسمبر 2023 – أشادت مبادرة “بلوغ الميل الأخير” –وهي مجموعة من البرامج والاستثمارات والمبادرات الصحية العالمية التي تعمل على إنهاء الأمراض التي يمكن الوقاية منها والتي تؤثر على المجتمعات الأكثر ضعفاً في العالم – بالالتزام الذي صدر اليوم عن تحالف من الشركاء الدوليين، تعهدوا من خلاله بتسريع برامج التأهيل المهني للعاملين في مجال الصحة المجتمعية حول العالم.

جاءت الإشادة في أعقاب إعلان مشترك صدر اليوم خلال منتدى “بلوغ الميل الأخير”، الذي انعقد ضمن فعاليات “يوم الصحة” في مؤتمر الأطراف (COP28) الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة. ففي يوم خصصه مؤتمر الأطراف لقضايا الصحة للمرة الأولى منذ انطلاقته، أعربت مجموعة من المنظمات والهيئات الدولية المشاركة في منتدى “بلوغ الميل الأخير” عن تجديد وتعزيز دعمها للعاملين في قطاع الصحة المجتمعية. وكان بين الأطراف التي أصدرت الإعلان المشترك كل من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا (“الصندوق العالمي”)، والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ومبادرة “خط المواجهة في إفريقيا أولاً”، ومؤسسة صندوق الاستثمار للأطفال، ومؤسسة جونسون آند جونسون، ومؤسسة ماستركارد، ومؤسسة سكول، ومؤسسة روكفلر، وخطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من مرض الإيدز، ومبادرة الرئيس الأمريكي لمكافحة الملاريا، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).

في تعليق له حول الإعلان، قال نصار المبارك، الرئيس التنفيذي لمبادرة “بلوغ الميل الأخير”: “إن العاملين في مجال الصحة المجتمعية يمثلون ركيزة أساسية لإقامة نظم صحية شاملة وقادرة على مواجهة التحديات، وهم بالتالي يعتبرون جسراً حيوياً للمساعي الرامية إلى توفير الصحة للجميع”. وأضاف قائلاً: “إن إعلان اليوم ليس مجرد اعتراف بدور هؤلاء العاملين الصحيين وقيمتهم، بل هو أيضاً استثمار في ضمان قدرة الدول والمجتمعات على مواجهة التحديات الصحية اليوم وغداً.”

يمثل العاملون في مجال صحة المجتمع وسيلة لتوسيع نطاق توفر الرعاية الصحية الأساسية في مجتمعاتهم، كما أنهم يكونون في كثير من الحالات بمثابة “المستجيب الأول” لحالات الطوارئ، فيؤدون بالتالي دوراً حيوياً في مواجهة تفشي الأمراض والتهديدات المناخية في المجتمعات الأصعب وصولاً في العالم. ولكن رغم أهمية الدور الذي يضطلعون به، فإن معظمهم لا يحصلون على القدر الكافي من الدعم أو التجهيز أو الحماية، أو حتى على أجر مقابل خدماتهم. وتتشكل غالبية العاملين في مجال الصحة المجتمعية من النساء والأفراد العاديين من المجتمعات المهمشة، ويتعرّضون في كثير من الأحيان إلى التحامل أو التمييز أو حتى التجريم.

من جانبها، قالت فخامة إلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا السابقة: “طوال حياتي، وخاصة أثناء منصبي كرئيسة في ليبيريا، رأيت الظلمة المدمرة التي يمكن أن تنتج عن تعرض دولةٍ ما لتفشي الأمراض”. وأضافت: “ولكن بالمقابل، فإنني رأيت أيضاً بصيص النور الذي يشع من جهود العاملين في مجال الصحة المجتمعية، ومساهمتهم في إحياء الأمل في بلدانهم عندما تصيبها الملمّات. لذا، فإن الالتزام الذي تم الإعلان عنه اليوم يمثل خطوة قوية إلى الأمام في رحلتنا لإلهام الأمل وإنقاذ الأرواح وتوفير الصحة للجميع.”

جاء إعلان اليوم تكريساً للزخم المتزايد الذي اكتسبه قطاع الصحة المجتمعية، وقد التزم الشركاء من خلاله بتخصيص الاستثمارات وتنسيقها لدعم هذا القطاع، مؤكدين على ضرورة تولي الحكومات دوراً قيادياً في إدراجه ضمن أولوياتها الصحية. وقد وجّه الإعلان أيضاً دعوة لانضمام مزيد من الأطراف إلى المساعي القائمة، بحيث يتضاعف الزخم الذي تسير به برامج الصحة المجتمعية، بما في ذلك النظر إلى العاملين الصحيين المجتمعيين كمحترفين، وتزويدهم بالرواتب والإمدادات والمهارات والإشراف الذي يحتاجون إليه لتحقيق إمكاناتهم الكاملة. وبالإضافة إلى الإسهامات التي سيقدمها الشركاء الآخرون لدعم برامج العاملين في الصحة المجتمعية، أعلن “الصندوق العالمي” عن التزامه بتمويلات تصل قيمتها إلى 900 مليون دولار أمريكي على مدى السنوات الثلاث القادمة، مع تخصيص نسبة 74% منها للاستثمار في الدول الأفريقية.

تعليقاً على ذلك، قال المدير التنفيذي لدى “الصندوق العالمي” بيتر ساندز: “يقدم العاملون في مجال الصحة المجتمعية مساهمات حاسمة في الحيلولة دون تفشي الأمراض والكشف عنها والاستجابة لها، فضلاً عن دورهم القائم والمتواصل في تقديم الخدمات لمصابي الإيدز والسل والملاريا من سكان المناطق الريفية الذين يصعب الوصول إليهم”. وأضاف: “إن مضاعفة التزامنا بدعمهم تعدّ أمراً لا بدّ من إدراجه كأحد الجهود المبذولة في بناء أنظمة صحية قادرة على الصمود وقابلة للاستدامة وقادرة على إنقاذ الأرواح.”

يمثل إعلان اليوم امتداداً لعدد من مبادرات التعاون المشترك التي استحدثت مؤخراً لدعم العاملين في مجال الصحة المجتمعية، بما فيها “صندوق المحفزات” الذي أسسته مبادرة “خط المواجهة في إفريقيا أولاً”، والتعهد الصادر عن الاتحاد الأفريقي بتوظيف مليوني عامل في مجال الصحة المجتمعية، والتوجيهات الجديدة بشأن الصحة العامة التي صدرت عن “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا”، وشراكة تقديم الخدمات الصحية المجتمعية، وخطة عمل “نداء مونروفيا”.

معلّقاً على إعلان اليوم، قال الدكتور جان كاسيا، المدير العام للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: “إن توفر منظومات قوية للصحة المجتمعية يعتبر أمراً ضرورياً لأي مجتمع يطمح إلى تسهيل الحصول على خدمات وقائية وعلاجية ذات جودة عالية ومردود متناسب مع التكلفة، حتى في حالات الطوارئ”. وأضاف: “إن الالتزام الجماعي الذي نضم جهودنا إليه اليوم يمثل وسيلة لتوفير الصحة والرفاهية والأمن لجميع المواطنين في دولنا، ونحن نرحب بالدعم الذي نلقاه من شركائنا كما ندعو الآخرين للانضمام إلينا في مسيرتنا نحو مستقبل أكثر صحة للجميع.”

عند تمتعهم بالقدر الكافي من الدعم والحماية، مع إدماجهم في النظم الصحية الرسمية، يصبح العاملون في مجال الصحة المجتمعية أقدر على تقديم الرعاية الصحية الأساسية للمجتمعات الأكثر تهميشاً في العالم، مما يرفع قدرة تلك المجتمعات على الصمود عند تعرضها للصدمات المناخية وتفشي الأمراض. ومن خلال الشراكات التي تستثمر في تهيئة عاملين محترفين لقطاع الصحة المجتمعية، يصبح العالم أقرب إلى واقع يحظى فيه الجميع بالرعاية دون استثناء.