جوائز "ريتش" 2019

ركزت جوائز ”ريتش“ لعام 2019 على تكريم الأبطال من البلدان منخفضة و متوسطة الدخل الذين حاربوا بشجاعة للقضاء على شلل الأطفال ، وابتكروا في اكتشاف الإيبولا ودعوا إلى القضاء على الملاريا.

جائزة الجندي المجهول

راهاني لوال

عاملة صحية على الخطوط الأمامية في مكافحة شلل الأطفال

راهاني لوال هي عاملة صحية في مجال شلل الأطفال في نيجيريا وقد أظهرت شجاعة وتفانياً منقطع النظير في حماية مجتمعها من شلل الأطفال، ونالت الجائزة تقديراً لجهودها المستمرة رغم معاناتها الإنسانية بعد أن شهدت مقتل فرد من أسرتها على يد خاطفيها.

وتعمل راهاني وهي أم لعشرة أبناء في بلدة صغيرة بولاية كادونا الواقعة على بعد 300 كلم خارج العاصمة أبوجا. وتتنقل يومياً على الأقدام لزيارة المنازل والتحدث إلى الأمهات والآباء عن أهمية اللقاحات في الحفاظ على صحة أطفالهم وتحصينهم من الأمراض والإعاقة. كما تحتفظ رحان بقائمة دقيقة للأطفال دون سن الخامسة والحوامل استعداداً لحملات التطعيم.

”لقد كانت الحياة صعبة بعد كل ما مررت به، لكنني لن أسمح للظروف التي تعرضت لها بأن تمنعني من مواصلة عملي. وأنا على استعداد للقيام بكل ما بوسعي لتخليص مجتمعي من الأمراض الفتاكة التي تصيب الأطفال. وأناشد الحكومة في الوقت نفسه بتعزيز الأمن في المنطقة، واعتقال جميع المختطفين وتقديمهم للعدالة“

جائزة الابتكار

ريتشارد كوجان

مستشار طبي ورئيس التحالف من أجل العمل الطبي الدولي (أليما)
الدكتور ريتشارد كوجان طبيب كونغولي ابتكر وحدة متنقلة للرعاية الطارئة الآمنة البيولوجية تسمى Cube تتيح للعاملين الطبيين المراقبة الوثيقة لمرضى الإيبولا في المناطق النائية ذات الموارد المنخفضة. وقد كرس كوجان حياته المهنية لرعاية أكثر السكان ضعفاً ويعمل حالياً منصب رئيس ”التحالف من أجل العمل الطبي الدولي“ (أليما).
جاء اختراع هذا المكعب نتيجة ملاحظات كوجان أثناء عمله في غينيا النائية ضمن مشروع ”أليما“ للاستجابة للإيبولا. وبعد أن لاحظ أن معدل وفيات المرضى بلغ 55%، مقارنة بنسبة 18% للمرضى الذين عولجوا في المستشفيات المجهزة، سعى كوجان إلى تحديد السبب، فوجد أن المستشفيات الأوروبية عالجت مرضى الإيبولا في غرف العزل التي سمحت للأطباء بمراقبة المرضى باستمرار بطريقة لم تكن ممكنة في غينيا حيث اضطر الموظفون لارتداء طبقات متعددة من الملابس الواقية التي لا يمكن ارتداؤها إلا لمدة 30 دقيقة كحد أقصى بسبب خطر التعرض لفرط الإحماء، مما يحد من التفاعلات مع المريض لتكون ثلاث مرات في اليوم.

”قبل أن نصمم المكعب، كان لزاماً على مريض الإيبولا البقاء وحيداً من دون مراقبة طبية بعيداً عن الأسرة. وكان الوضع سيّئاً للمرضى، وللعاملين الصحيين، ولأسرهم ومجتمعاتهم… يتيح المكعب لمريض الإيبولا البقاء مع أسرته، وعلى قرب من مجتمعه، فهذا الاكتشاف يغير حياة مريض الإيبولا.“

جائزة البطل الصاعد

أوليفيا نغو

المؤسسة والمديرة التنفيذية لمنظمة إمباكت سانتيه أفريك
أوليفيا نغو محامية ماهرة ومؤيدة استثنائية لجهود استئصال الملاريا في بلدها الكاميرون وعلى مستوى العالم. وتشمل جهودها التوعوية العديد من الأطراف المعنيين، بدءاً من الطلاب إلى البرلمانيين، لتوعيتهم بدورهم في القضاء على الملاريا وحثهم على اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتتصدر حالياً ”الجمعية الأهلية للقضاء على الملاريا“ CS4ME، وهي شبكة عالمية مكونة من عدد من منظمات المجتمع المدني الداعمة للهيئات المحلية في جهود القضاء على الملاريا. وبالرغم من مرور سنوات معدودة على تأسيسها، أثبتت المنظمة فعاليتها في تحفيز المشاركة المجتمعية وتدريب الأفراد على مكافحة المرض. كما أن أوليفيا عضو في وفد المجتمعات المحلية إلى مجلس إدارة الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا وكانت سابقاً مديراً قطرياً للكاميرون في منظمة ”ملاريا نو مور“ (لا للملاريا).

”أعتقد أن القضاء على الملاريا لن يكون ممكناً دون المشاركة الكاملة والهادفة للمجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني، التي تعمل على الخطوط الأمامية وفي المناطق التي يتعذر على النظم الصحية الوصول إليها، فمن شأن التعاون معها إنقاذ الأرواح، وتحقيق التغطية الشاملة للمساعدات التي تستهدف المجتمعات المعرضة للخطر.“

جوائز "ريتش" 2017

ركزت جوائز ”ريتش“ في نسختها الاولى والتي تم تقديمها في عام 2017، على تكريم أبطال الجهود المبذولة للقضاء على مرض دودة غينيا بالاضافة الى أحد قادة حملة الإمارات العربية المتحدة للقضاء على شلل الأطفال في باكستان.

جائزة الإنجاز مدى الحياة

جيمي كارتر

الرئيس الأمريكي السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2002، مؤسس مركز كارتر.

كرّس الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر حياته ما بعد السياسية لتعزيز السلام ومحاربة الأمراض المدارية المهملة في جميع أنحاء العالم.

في عام 1982، أسس هو وزوجته روزالين كارتر مركز كارتر لحل النزاعات وتعزيز الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان والوقاية من الأمراض.

في عام 1986، بدأ مركز كارتر قيادة الحملة الدولية للقضاء على مرض دودة غينيا. تشير التقديرات إلى أن حملة القضاء على دودة غينيا قد حالت دون ما لا يقل عن 80 مليون حالة من هذا المرض المدمر بين أفقر الناس وأكثرهم تعرضاً للإهمال في العالم.

 

بالنيابة عن مركز كارتر وشركائه، يشرفني أن أقبل جائزة ريتش، إلى جانب الأبطال البارزين في الحملة للقضاء على مرض دودة غينيا، الذي أسهمت جهودها للقضاء على الأمراض المعدية في المجتمعات المهمشة والضعيفة في إيجاد فرص للأشخاص لتغيير حياتهم وتحقيق كامل إمكاناتهم.

جائزة الإنجاز المتميز

سعادة عبدالله خليفة الغفلي

مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان

بدأ سعادة عبد الله خليفة الغفلي رحلته في مجال المساعدات الإنسانية عام 1993 في الصومال. ومنذ ذلك الحين عمل في العديد من المهمات الإنسانية، بما في ذلك كوسوفو ولبنان وباكستان. يشغل حالياً منصب مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان. ويشرف الغفلي بشكل خاص على حملة الإمارات لمكافحة شلل الأطفال، والتي تم من خلالها تطعيم ملايين الأطفال في باكستان التي تعد واحدة من البلدان المتبقيان التي يتفشى فيها مرض شلل الأطفال. ويُعزى نجاح حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال إلى حد كبير إلى تركيز سعادته على بناء شراكات في جميع مجالات حملة القضاء على شلل الأطفال – بدءاً من التخطيط ووصولاً إلى التنفيذ. وقد ساعد كذلك في تحسين طريقة مراقبة حملة القضاء على شلل الأطفال وتقييمها.

 

إن القضاء على الأمراض ينقذ ملايين الأرواح والشراكة هي مفتاح تحقيق ذلك. أنا فخور بدعم الشراكات العالمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الحكومات والمنظمات الدولية التنموية والخيرية التي تركز على استخدام موقع دولة الإمارات العربية المتحدة الفريد للمساهمة في الحرب العالمية ضد الأمراض.

جائزة الشجاعة

الدكتور نبيل عزيز عوض الله

المنسق السابق للبرنامج الوطني للقضاء على دودة غينيا، وزارة الصحة، السودان

قام الدكتور نبيل عزيز عوض الله بقيادة برنامج القضاء على دودة غينيا في السودان منذ عام 1994 وحتى عام 2002، وشهد آخر حالة مرضية في الدولة في عام 2002. وخلال فترة ولايته، عُرفَ عنه أنه سافر في جميع أنحاء البلاد للبحث عن الحالات المرضية، معرضاً نفسه للخطر في كثير من الأحيان بسبب الحرب الأهلية التي كانت دائرة آنذاك في السودان.

ساهم الدكتور نبيل عزيز عوض الله في عقد مؤتمر وطني في عام 1995 ودعا كل من اللواء/ عمر البشير، رئيس السودان، والرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر. وقد أتاح ذلك اللقاء الفرصة للرئيس كارتر للتفاوض على ”وقف إطلاق النار لمكافحة دودة غينيا“ والذي دام ما يقرب من ستة أشهر مما أتاح للبرنامج بالتوسع في مناطق كان يتعذر الوصول إليها في السابق بسبب النزاعات الأهلية في الجنوب.

 

لقد نقلني عملي في القضاء على مرض دودة غينيا من مناطق الحرب إلى القرى النائية. ومع ذلك، بقي شيء واحد ثابت في كل موقف صعب وجدت نفسي فيه – وهو الأمل. إنني مدفوع بالأمل الذي أراه عند كل من المصابين والعاملين في مجال الصحة، ويشرفني أن يتم الاعتراف بي بالنيابة عن المجتمع والأفراد المذهلين الذين يكافحون من أجل إنهاء مرض دودة غينيا.

جائزة بلوغ الميل الأخير

الدكتور أدامو كينا سالاو

مدير البرامج الصحية المتكاملة في ولايات إيمو/ آبيا، مركز كارتر، نيجيريا

كان الدكتور أدامو كينا سالاو في طليعة قادة برنامج نيجيريا للقضاء على دودة غينيا في نيجيريا لأكثر من عقد من الزمان إلى أن تم القضاء على المرض في البلاد في عام 2008. وكان الدافع وراء نجاح الدكتور سالاو هو حقيقة كونه المستشار الوحيد في المنطقة (كانت نيجيريا مقسمة إلى خمس مناطق اتحادية) حيث قام بإنشاء مراكز متنقلة لاحتواء الحالات في المناطق الساخنة الموبوءة حيث يمكن اكتشاف مرض دودة غينيا بسرعة ومعالجته ومنع انتشاره.

في عام 2008، تم إرساله إلى جنوب شرق نيجيريا للسيطرة على تفشي المرض، وأشرف على الجهود التي أنهت مرض دودة غينيا في نيجيريا.

كان الدكتور سالاو عضواً في الفريق الذي سحب آخر دودة غينيا من آخر مريض في نيجيريا؛ وتلك الدودة محفوظة في جرة كانت معروضة في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي كجزء من العد التنازلي إلى الصفر : معرض دحر الأمراض. في مدينة نيويورك.

 

إن القضاء على دودة غينيا أمر في غاية التعقيد لأن المرض يصيب بعض المجتمعات الأكثر تهميشاً في أفريقيا حيث تخلق القرى النائية والمعتقدات التقليدية تحديات للعاملين في القطاع الصحي. أفتخر بكوني جزءاً من المعركة التي ساعدت في القضاء على مرض دودة غينيا في بلدي، ووقاية الملايين من أبناء شعبي من المعاناة التي لا داعي لها، ومنح المزيد من الناس فرصة التنعم بحياة صحية.

جائزة الجندي المجهول

ريجينا لوتوباي لوماري لوتشيلانغول

ناشطة اجتماعية، وزارة الصحة الاتحادية، جنوب السودان

تعتبر ريجينا لوتوباي لوماري لوتشيلانغول ناشطة اجتماعية في محاربة مرض دودة غينيا في مسقط رأسها جنوب السودان. يعود لها الفضل في تأليف الأغاني والرقصات الأصلية حول دودة غينيا من أجل تعليم مجتمعها ماهية أعراض دودة غينيا وكيفية الوقاية منها. لقد كان نهجها فعالاً إلى درجة أن وزارة الصحة الاتحادية في جنوب السودان أنشأت منصباً لها ضمن برنامج القضاء على دودة غينيا، تحت مسمى ”الناشط الاجتماعي“.

تسافر لوتشيلانغول الآن إلى أجزاء مختلفة من البلاد لتدريب المتطوعين الآخرين ليصبحوا ناشطين اجتماعيين في محاربة مرض دودة غينيا. إن تفاني لوتشيلانغول في القضاء على مرض دودة غينيا ينبع من تجربتها الشخصية مع المرض. لقد كانت في أحد الأوقات تعاني مما لا يقل عن 10 ديدان تخرج من جسدها. تعتبر هذه الذكرى فحسب كفيلة بالمحافظة على بقائها محفزة دائماً.

لقد شهدتُ عن كثب المعاناة الناجمة عن المرض وأحث العالم على مواصلة دعم هذه المعركة المهمة. إننا بحاجة إلى أشخاص يعملون على جميع المستويات – من العاملين في مجال الصحة المجتمعية إلى الناشطين على مستوى العالم – من أجل إنهاء هذا المرض مرة واحدة وإلى الأبد.

جائزة الجندي المجهول

دانيال ماديت كول مادوت

كبير موظفي البرنامج، وزارة الصحة الاتحادية، جنوب السودان

دانيال ماديت كول مادوت هو عامل صحة مجهول في مجال أمراض المناطق المدارية من جنوب السودان، وارتقى بنفسه من صفوف المتطوعين في قرية في عام 1998 إلى كبير مسؤولي البرنامج اليوم. خلال العقد الماضي، اعتمد برنامج القضاء على دودة غينيا على مادوت للانتقال إلى أجزاء مختلفة من البلاد للاستجابة لتفشي المرض وتعزيز المراقبة.

عندما قامت المنظمات الدولية بإجلاء الموظفين الأجانب خلال فترات الاضطرابات السياسية وانعدام الأمن، ظل مادوت دائماً في منصبه واستمر في العمل بشجاعة، دون الشعور بالخوف من الخطر.

يقول مادوت، الذي يغطّي في الوقت الحالي إحدى المناطق الموبوءة بمرض دودة غينيا في جنوب السودان، إن التزامه بجهود الاستئصال يأتي من رغبة شخصية في رؤية المواطنون أمثاله يتحدون من أجل إنجاز شيء إيجابي.

 

نحن الآن أقرب من أي وقت مضى إلى القضاء على مرض دودة غينيا. ومع ذلك، فإن الوصول إلى الميل الأخير هو في بعض الأحيان الأمر الأصعب. يجب أن نضاعف جهودنا ونعمل معاً بشكل وثيق – عندها فقط سنصل إلى الصفر.